للمصمم وللمستخدم العادي، يمكنه تمييز أنواع الشعارات بسهولة، على الأقل سيميز 3 أو 4 أنواع، وهي تباديل وتوافيق بين الصور والرموز والحروف والكلمات، والتي هي مكونات أي شعار، سواء سيتم استخدام مكون واحد أو مزج عدة مكونات، فإن الأمر يستدعي بعض الفن، واللمسة الاحترافية التي لا غنى عنها، وبالطبع الفهم العميق لمفهوم الشعار ووظيفته، لأن الشعار ليس رمزًا جميلاً فقط، ولكن يجب أن يكون ملائما لطبيعة النشاط التجاري، ومعبّرًا عنه، وسهل التذكر، ومتسقًا بشكل كامل مع شخصية العلامة التجارية وقادرًا على التعبير عنها، لذلك بعد معرفة أنواع الشعارات يجب أن نكون على دراية أيضًا كيف نستخدمها، وما هي نوعية العلامات التجارية المناسبة لكل نوع منها، والآن اربط حزام مقعدك، وهيا نصحبك في رحلة عبر الشعارات، جاهز؟
سهل جدا تمييز هذا النوع، أي شعار يتكون من حروف فقط، وهذه الحروف لا تكوّن جُملاً، بل ينطق كل حرف على حدة، ويكون بالضرورة اختصارًا لاسم الشركة أو اسماء مؤسسيها، مثل IBM أو MBC أو NASA وغيرها، إذ يكون الحرف الأول من أولى كلمات الشركات، تلجأ الشركات لذلك لتحديد العلامة التجارية.
وهي typography-based بالكامل، أي معتمدة على كتابة الحروف بشكل فني، وقادرة على حمل رسائل الشركة وتوجهاتها من خلال هذه الحروف وهذا الأسلوب من الكتابة، وتعتمد بشكل كبير على جعل الشعارات سهلة البقاء في الذاكرة وقابلة للتذكر إلى حد كبير، وبالتالي يجب أن تكون الحروف واضحة وبارزة وسهلة القراءة من على مسافة، وإن لم تكن العلامة التجارية شهيرة، ومعروفة لدى الجميع، فستحتاج إلى سطر للتعريف بها أسفل الشعار.
تفتحه كل يوم، لتجد الشعار الذي يتكون من اسم العلامة التجارية فحسب، والتي تصطف حروفها بألوان مختلفة، فما هو؟ نعم إنه Google واحد من أهم العلامات التجارية الحالية لشركة عملاقة، تسيطر على جزء كبير من مساحة الإنترنت المفردة للجماهير حول العالم، الشعار من شدة بساطته والذي رغم التغيرات التي جرت عليه على مدى السنين الفائتة، لكنه لازال يحتفظ ببساطته المتناهية لدرجة أن الفونت المكتوب به الحروف يكاد يكون أساسيا بدون أي تايبوجراف.
كان هذا أكبر مثال على أن يكون الشعار هو اسم العلامة التجارية دون أي شيء آخر، هل تتذكر مثلا محل البقالة في شارعك وأنت صغير، كان يكتب مثلاً “بقالة الحرية” أو “متجر الأمانة” بمنتهى البساطة، يبدو أن جوجل لا يعول كثيرًا على الشعار، لأنه استطاع بالفعل أن ينفذ به إلى منزل وجيب كل شخص في العالم تقريبًا، كذلك Visa وCoca-Colaو Facebook وNetflix ولكن يختلف الفونت المستخدم في كل واحدة، فالحادة للأماكن التقنية، المتشابكة لدى كوكاكولا تماشيًا مع رسالاتها التي توحي بالمودة والائتلاف، الثقيلة لدى الوكالات القانونية، والحادة النحيفة لدى شركات الأزياء للدلالة على الرهافة والرشاقة والملمس الحريري.
ربما يكون هذا هو الشكل الأكثر شيوعًا في أنواع الشعارات للعلامات التجارية، والمفضل لدى أصحاب العلامات التجارية تحديدًا، ويمثل تحديًا كبيرًا لدى المصممين كذلك، أن يكون هناك رمزًا أو أيقونة قادرًا على نقل علامتك التجارية ونشرها حتى تبلغ الآفاق، من لا يحب علامة “صح” لدى Nike، أو التفاحة المقضومة لدى Apple والتي تدل على الرفاهية والارتقاء الطبقي، ألا نعتبر العصفور الأزرق بدرجة فاتحة إشارة إلى Twitter دون حتى أن نذكر اسمه، إن الأيقونة أو الرمز هنا هي العملة التي تروجها لتشتري بها الناس علامتك التجارية، إنك تبتكر رمزًا فريدًا وبسيطًا وقابلاً للتذكر مقابل أن تجعل لهذا الرمز ارتباطًا ذهنيًا بعلامتك التجارية مباشرة، وذلك باستخدام عناصر موجودة في بيئتهم فعلاً، لذلك استغلال هذه الأشياء يمكن أن تجد لها مردودًا كبيرًا إن تم تنفيذها بشكل صحيح.
على العكس من الأيقوني أو استخدام الرمز الموجود في واقع الأشخاص ليصبح شعار العلامات التجارية. يأتي التجريدي في أنواع الشعارات ليبتكر رمزه الخاص. وليكون حصريًا هو الإشارة الدالة على العلامة التجارية.
فمن دائرة Pepsi بألوانها الأزرق والأحمر والأبيض، إلى المثلثات الثلاثة لـAdidas والتي تكوّن جبلاً فريد الشكل، وبسيط في الوقت ذاته. نجد أن الشعارات هنا تلاعبت بالأشكال الهندسية أو غير الهندسية لتخلق ارتباطًا لم يكن موجودًا من قبل في أذهان عملائها.
بالطبع هذا سيكون مخاطرة كبيرة ولكن سيكون أقوى وأكثر فاعلية، والأمثلة طويلة ومتعددة، مثلاً الدائرتان الصفراء والحمراء بمزيج ألوانهما في المنتصف لعلامة Master Card، أو الدائرة المقسمة إلى أبيض وأزرق بإحكام هندسي في علامة BMW للسيارات.
وكذلك الدائرة التي بها شكلاً لمحور بثلاثة رؤوس في منافستها Mercedes وغيرها الكثير والكثير. نستطيع أن نقول أن العلامات التجارية التي تخلق شعارًا تجريديًا. تكون قائمة على تغيير الثقافة في المجتمع إن لم يكن في العالم. ولذلك تخترع رمزها الفريد دون أي إحالات ثقافية لمجتمع بعينه أو لقارة أو لمنطقة.راجع في رأسك كل العلامات التجارية التي تتبنى شعارًا تجريديًا، وستفهم مقصدنا.
أكبر الأمثلة الصارخة على نوع الشعار والذي نطلق عليه مجازًا “تميمة الحظ” هو العلامة التجارية للدجاج المقلي “KFC” مع تميمة الحظ الكولونيل ساندرز مؤسس العلامة التجارية. والذي يعتبر السفير والرمز التسويقي للشركة، والذي أصبح تميمة حظها ووجه شعارها حتى الآن رغم وفاته منذ أكثر من 40 عامًا، لكنه رغم ذلك أصبح الأشهر في شعارات “تميمة الحظ”.
ولو أردنا مثالاً آخر فلدينا العلامة التجارية للسناكس Pringles والتي يتصدرها السيد برينجلز شخصيًا بشاربه الشهير. والهدف من هذا النوع من الشعارات هو أنسنة العلامة التجارية وتقريب المسافات بينها وبين المستهلكين. واختصار الوقت في ارتباطها بأذهان الجمهور. إنها تقول أن العلامة التجارية لها شخصية حقيقية وبشرية مثلكم. وها هي على شعارها، السؤال الأهم: هل سيحب المستهلكون شخصية العلامة التجارية؟ أم سيكرهونه؟ مغامرة كبيرة فعلا ولكن نتائجها تستحق.
المزج بين النص وبين الرمز، أمر يعتبر بمثابة تأكيد على العلامة التجارية. أنها تمتلك الرمز وكذلك تمتلك اسم العلامة التجارية. نستطيع أن نقول أن هذه الطريقة أو هذا النوع من أنواع الشعارات بمثابة منطقة آمنة. لا فيها المغامرة في تميمة الحظ، او مسؤولية فرض ثقافة العلامة التجارية نفسها على الجمهور. لا التماشي مع ثقافته مثل نوعية الشعارات التجريدية. وأبرز الأمثلة على ذلك برجر كينج، ولاكوست، ودوريتوس.
يشبه الشعار الرمزي emblem الخِتم، إذ يعتبر الشعار لشيء أكبر من مجرد علامة تجارية. يمكن أن نعتبره راية لجيش أو علم لدولة وليدة تحاول أن تشق طريقها عن طريق الفخامة. غالبًا ما يتم وضعها في إطار أو داخل شكل هندسي يشعرك بفخامة العلامة التجارية. إن كنت تريد أن تفهم أكثر راجع شعارات Starbucks. أو Warner brothers وستفهم ما نعني.
والآن بعد أن استعرضنا أنواع الشعارات نود إخباركم أننا في اوكودا نستطيع تنفيذ جميع هذه الأنواع، ولدينا حافظة أعمال بها عينات لكل هذه الأنواع، لذلك لا تتردد في التواصل معنا مباشرة إن كنت تريد أن تصمم شعار شركتك الاحترافي.