يتداخل تصميم هوية بصرية مع ما يحبه البشر بشكل عام، وذلك لأنهم ميالون للمنتج البصري، ويتفاعلون معه أكثر من بقية الحواس، تثيرنا الروائح ويريحنا الملمس ويطربنا الاستماع للصوت العذب، ولكن يأتي المحتوى البصري على رأس القائمة، لذلك اجتذب البودكاست العديد من الأشخاص لكن بكرة تيك توك تحقق مشاهدات مليونية يوميًا، ملايين حول العالم يظلون يسحبونها إلى ما لا نهاية، بداية من الجد الأكبر الذي طبع كف يده على جدران الكهف، في محاولة للتعبير الفني البصري ومرورًا بلوحات عصر النهضة، حتى ظهور فن السينما لم يحقق المحتوى البصري سوى المزيد والمزيد من السيطرة.

وفي عالم التسويق يمكنك اختبار هذا بأن تجعل من علامتك التجارية منتجًا بصريًا كذلك ينتظر الناس استهلاكه باستمرار، ولذلك تأتي الهوية البصرية كوسيلة للذهاب بالتسويق إلى أبعد ما يمكن، وهو أن تجذب أعين الناس وتترسخ في أذهانهم، وهذا ما سنتحدث عنه في هذا المقال.

ما معنى تصميم هوية بصرية وما أهميتها؟

المقصود بالهوية البصرية هي مجموع العناصر المرئية التي من خلالها يمكنك تمييز العلامة التجارية والتعرف عليها، والتي تعتبر الممثل البصري أو التجسيد المرئي لهذه العلامة التجارية، أبرز منتجات هذه البصرية شعار العلامة التجارية، والألوان المعتمدة لها، والرسوم التوضيحية الدائمة والتي يمكننا من خلالها أن نتعرف على العلامة التجارية بمجرد أن نراها لأنها ارتبطت في أذهاننا بها.

يقوم على تصميمها فنان مبدع يسمى مصمم الجرافيك بإمكانه دمج مجموعة من العناصر الجمالية واختبار كل منها لتصبح هذه هي هوية العلامة التجارية، والتي تتحدد حسب الجمهور المستهدف، وبناء عليه الأحاسيس التي تريد العلامة التجارية إثارتها في جمهورها، والنبرة التي تتحدث بها إليهم، لتأتي كل عناصر التسويق متناغمة ومتكاملة.

وتأتي أهمية الهوية البصرية بأن التعرض المستمر لها سيخلق ارتباطًا عاطفيًا بين العملاء وبين العلامة التجارية، فلو كنت متجر مجوهرات مثلا، فإن الارتباط سيأتي دائمًا بينك وبين المجوهرات في ذهن عميلك وسيكون ذلك خياره الأول.

5 مميزات تجعل تصميم الهوية البصرية جيدًا

1- ملائمة لجمهورك المستهدف

يمكن أن تكون الهوية البصرية جميلة ورائعة، ولكن ليست ملائمة لجمهورك المستهدف واهتماماته، ولكي نعرض مثالاً بسيطًا فلا يمكن أن تعرض ألوان هادئة، أو داكنة، بعناصر جرافيك تتماشى مع البالغين، لكي تجعلها عناصر الهوية البصرية لمتجر ألعاب أطفال، وعلى ذلك يمكنك قياس الأمر، يجب على الهوية البصرية أن تراعي الشريحة العمرية، الطبقة الاجتماعية، المستوى التعليمي، الفوارق الثقافية لكل مجتمع، وكذلك طبيعة المنتجات ذاتها أو الخدمات التي تقدمها العلامة التجارية. 

2- أصلية

رغم أن الأفكار لا تتولد من تلقاء نفسها، ولا يمكن تصميم هوية بصرية بدون استلهام من الأفكار الأخرى، ولكن لا يمكن أن يكون هناك تقليد، يجب أن يكون هناك مفهوم نابع بالأساس من قيم ورسائل العلامة التجارية، ونقول هذه النقطة لأنه أحيانًا ينظر صاحب العلامة التجارية للمنافسين فيحاول أن يطوّر في هوية المنافس فيخرج المنتج النهائي مسخًا بدون أي أصالة، لذلك.. يجب جعل الهوية البصرية أصلية ونابعة بالأساس من قيم ورسائل العلامة التجارية وتحقق أهدافها.

3- سهلة التذكر

أفضل ما يمكن أن تفعله أن تجعلها قابلة للتذكر، وهذا تصل إليه بالبساطة، لا تحتاج إلى ضوضاء بصرية كي تجعل الهوية البصرية تعلق في الذهن، يمكنك أن تفعل هذا بعناصر بسيطة، ألوان ملائمة، رموز معبّرة، وخطوط تعكس توجه العلامة التجارية وتنقل رسائلها.

4- تتحدى الزمن

ليس الأمر كما لو كان ضد التطور، ولكن فكر في شعار وهوية أكبر العلامات التجارية، ستجدها خضعت لبعض التطوير، لمسات بسيطة للمواكبة لكنها لم تُمحى نهائيًا، ابتكار هوية بصرية يمكن أن تصمد مع التغيرات ولا تحتاج إلى تغييرها كل فترة لأن الزمن عفا عليها، وهذا يستوجب نصيحة ألا تخضع الهوية البصرية لترند أو صيحات رائجة سرعان ما تتلاشى، بل اصنع أنت الترند، وتمسك بفكرتك الأصلية.

5- مرنة بما يكفي

عليك أن تجعل الهوية قابلة لأن تعرض في اللوحات الإعلانية في الشوارع، وكذلك في صفحات الإنترنت، أو تطبع على الأكواب الخاصة بالشركة، أو تزين مظاريف المراسلة، المرونة أيضًا تفرض عليها بأن تكون قابلة للمسات التطوير اللازمة مع مرور الزمن.

أهم عناصر الهوية البصرية

الشعار

الشعار هو الرمز الذي من خلاله يتعرف العملاء على علامتك التجارية، فهو التجسيد للعلامة التجارية واختصارها في ألوان وأشكال وفونت وأحيانًا سلوجان، يجب أن يكون بسيطًا قدر الإمكان، ومعبرًا عن روح علامتك التجارية وطبيعة نشاطها التجاري، يمكن أن نكتفي بالاسم فقط، وإن كان الاسم طويلاً يمكن الاستعاضة عنه بأول حرف، كذلك يمكن أن يكون رمزًا يعبر عن طبيعة علامتك التجارية ويعلق في ذهن عملائك.

الألوان

يثير كل لون شعورًا معينًا في عملائك، يجب معرفة ما تود إثارته في عملائك عند رؤية هوية علامتك التجارية، هل هو شعور بالنشاط، أم الاسترخاء؟ الفخامة أم البساطة؟ التفرد أم الألفة؟ كل شعور من ذلك يثيره لون معين، كما أن إثارة أكثر من شعور يمكن استخدام أكثر من لون، توافق الألوان مع بعضها يعرفها أغلب المصممين، وجميع المحترفين منهم، كما يؤخذ في الحسبان أن هذه الألوان ستكون في جميع منتجاتك التسويقية كذلك.

الخطوط

لا يوجد قاعدة ثابتة تناسب كل الهويات البصرية للعلامات التجارية فيما يختص بالخط، لكن يجب أن يكون مناسبًا للهوية، وأن تكون المهارة في أن تجعل الخط معبرًا عن توجه العلامة  التجارية، وأن تعطي بعدًا آخر للغة، ويتوقف الأمر أيضًا على أشياء أخرى لها علاقة بتباعد المسافات بين الحروف، وحجم الحروف، ويجب أن تكون الكتابة: قابل للقراءة، قادرة على الاستمرار، مرنة، يمكنها التأثير في عملائك.

الصور

قديمًا قالوا بأن الصورة تساوي ألف كلمة، وهذا الكلام حقيقي، الصور الفوتوغرافية في تصميم هوية بصرية يجب أن تكون معبرة عن علامتك التجارية، وأن تحكي قصتها، الصور تنتقل بالعلامة التجارية من مرحلة الألوان والرموز إلى مرحلة جديدة تظهر فيها الهوية البصرية أكثر، وتجعلها قابلة للتذكر أكثر، وتخلق مظهرًا متماسكًا لعلامتك التجارية، ويجب أن تكون الصور ملائمة ومناسبة، على سبيل المثال لو العلامة التجارية لملابس عصرية فلا ينبغي أن يقف الموديل بوقار وثبات، يمكن أن يكون أكثر حرية، أما لو ملابس رسمية فسيكون العكس، وتأتي الصور الفوتوغرافية وإعادة لمساتها، لتظهر مهارة المصور وقدرته بالطبع. 

الجرافيك

هذه العناصر الرسومية في تصميم هوية بصرية هي امتداد لعلامتك التجارية ومعبرة عنها، يمكنك التأثير باستخدام الرموز والأيقونات والرسومات المميزة والتي تحمل وظائف مهمتها أن تضيف أبعاد تكميلية لعلامتك التجارية، العلامات المائية، والرموز التعريفية، عناصر العروض التقديمية وغيرها، من أهم الأشياء التي تجعل علامتك التجارية مهتمة بالتفاصيل، وتعزز الاستمرارية، يجب اختيار هذه العناصر بعناية فائقة وهي تترك بالكامل للمصمم والذي يمكنه أن يختار الرسومات المناسبة للعلامة التجارية والجذابة اللافتة للنظر أيضًا والتي تعلق في ذهن العملاء وتجعلهم يتعلقون بالعلامة التجارية.

إذا أردت معرفة المزيد عن تصميم هوية بصرية لعلامتك التجارية يمكنك التواصل مع فريق اوكودا التي تمتلك نخبة من أفضل المصممين الخبراء والمبدعين، لا تتردد في الاتصال بنا ودعنا نناقش تصميمك التالي