لم يصبح الموشن جرافيك بهذه الأهمية إلا نتيجة تطور صناعة التصميم على مدار العقود الماضية، لم يعد الأمر يقتصر على تحريك الصور فقط، قد يناسب هذا فترة الستينات مثلا، أما الآن فإن الطريقة التي نبعث الحياة عن طريقها إلى الرسوم جعلت الأمر أكثر إمتاعًا بكثير، سواء على مستوى التنفيذ أو التلقي، صحيح أن خبراء التنفيذ سيجدون الأمر مرهقًا جدًا لكن المنتج النهائي يستحق، فضلاً عن الحفاوة الكبيرة التي يتفاعل بيها الجمهور مع هذه المنتجات جعل الأمر بالغ الجمال، وبإمكانه أن ينسي أي مبدع ساعات إرهاقه وتعبه.
يمكن تمديد نظرية أهمية الموشن جرافيك على جميع المجالات تقريبًا، فهي مطلوبة طول الوقت، لعدة أسباب، فهي مطلوبة في المجالات التعليمية والتسويقية والتوعوية والاجتماعية والتدريبية، فضلاً عن التسلية والمرح.
أهمية الموشن جرافيك في المجالات التسويقية؟
يستخدم المسوقون هذه التقنية كأبسط وسيلة لنقل رسائل العلامة التجارية، وكذلك أكثرها إبداعًا، تأتي هذه الرسوم المتحركة البسيطة كبديل أكثر فاعلية من الفيديوهات التقليدية، لا لشيء ولكن لأنها أكثر قدرة على إطلاق الخيال، وأكثر رسوخًا في الذاكرة، وكذلك أكثر قدرة على الوصول لذهن وعاطفة المشاهد، غير أنها زهيدة التكلفة والوقت والمجهود مقارنة بالفيديوهات المعتادة، على سبيل المثال يحتاج مقطع الفيديو الواحد العادي إلى تجهيز استوديوهات ومواقع تصوير خارجية ومصورين وعمال إضاءة وممثلين محترفين ومخرج رائع ومساعدين وتصاريح وتلوين ومرحلة ما بعد الإنتاج، بينما يحتاج فيديو الموشن جرافيك إلى ذهن خصب وخيال خلاق لدى الكاتب، ومصمم موشن على نفس القدر من الخيال والصفاء الذهني، ومن هنا يمكن الترويج لخدمة أو منتج في فيديو واحد لا يتعدى دقيقة ونصف، لذلك شاع استخدام الموشن خلال السنوات الماضية خاصة مع التطور التقني فيه.
5 أسباب لارتباط الناس بالموشن جرافيك
قد يعتقد بعض الناس أن الأمر عبارة عن رسوم متحركة جميلة، وليس أنها طريقة فريدة للوصول إلى الناس، للامتزاج بأفكارهم والنفاذ إلى أعماقهم، الخليط الفريد بين القصة وبين الصوت وبين الحركة وبين الصور والرسومات يجعل الأمر مميزًا حقًا، الناس يحبون القصص، وهذه إحدى أجمل الطرق وأكثرها ابتكارًا وبراعة لسرد القصص.. وهذه 5 أسباب حول ارتباط الناس بهذه الطريقة الرائعة، والتي من أجل هذه الأسباب يجب أن يستخدمها كل مسوّق.
1- مفعمة بالعاطفة
يكمن جمال هذه الطريقة الرائعة لعرض المحتوى في أنها تؤثر في مشاعرنا، إنها مفعمة بالعاطفة، بها شخصيات يحرص مصمموها على أن تكون قريبة إلى جمهورها، نشعر أنها انعكاس لنا، لذلك تكتسب تعاطفنا على الدوام، تروي فيديوهات الموشن القصص الرائعة والتجارب الحياة خلال مدة قصيرة، تأتي لتحرك مشاعرنا بألوان وأجواء وشخصيات جذابة، تمنحنا القصة والتعلق بالعلامة التجارية وتوصل إلينا الرسائل التي يتضمنها الفيديو بأفضل وسيلة، وتترك رابطة عاطفية أيضًا.
2- أفضل وسيلة لتوصيل المعلومة
يعد المنتج البصري هو الأفضل من حيث توصيل المعلومات، إذ يعالج المخ المعلومات المنقولة بصريًا بشكل أسرع من تلك النصية أو السماعية، أي أنه حين ترى أمامك معلومات يتم نقلها عبر وسيط بصري، فإن المخ يستوعبها بشكل أفضل من تلك التي تقرأها أو تسمعها، وقد أوضحت دراسة أجراها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أن المخ قادر على معالجة المعلومات المنقولة بصريًا في جزء من الثانية، ولذلك شاع استخدام الموشن جرافيك في المجالات التالية:
التعليمية:
حين تود أن توصل أحد معلومات جديدة بشكل تعليمي فإنك تحتاج لأن تريه هذه المعلومات، لا أن تخبرها به أو تقرأها عليه فحسب، فإن ذلك سيضمن لك أكبر استفادة وأن تسير العملية التعليمية في مسارها الصحيح.
الخطوات والإجراءات:
حين تشرح لأحد كيف يعمل شيء ما، أو ما هي خطوات عمله أو خطوات تنفيذه فإن الموشن يكون أفضل وسيلة أمامك لشرح التسلسل من البداية إلى النهاية، ومع مصممين الموشن الرائعين فإن الأمر يصبح ممتعًا ومسليًا أيضًا.
البيانات المرئية:
حين تود أن تنقل بيانات صلبة مثل أرقام كبيرة ومقارنتها بأرقام أخرى، فإنه من الصعب أن تتخذ الطريقة السردية ما يمكن أن يربك من يستمع إليك عكس عرضها في صورة رسوم بيانية متحركة قادرة على الوصول إلى ذهنه.
المفاهيم المجردة:
تنقسم الأشياء إلى عناصر مجسدة وعناصر مجردة، فالمجسدة هي أي شيء لديه وجود مادي يمكن لمسه، وبالتالي يمكن التعبير عنه بسهولة، فالباب له شكل معتاد وكذلك النافذة والكرسي والجوال، كل هذه أشياء يمكن لمسها، بينما في المجردة فهي كل مفاهيم لا يمكن لمسها، لو كان الكرسي لفظ مجسد فإن الجلوس مفهوم مجرد، لا يمكن لمس الجلوس، يمكن لمس الهاتف لكن لا يمكن لمس المكالمة، وهكذا، وعلى نطاق أوسع، فإنه من الصعب توصيل مفاهيم مجردة أكثر تعقيدًا، وشرحها إلا من خلال موشن جرافيك يقوم بتبسيطها.
3- طاقة عقلية أقل
حين نقول أن محتوى الفيديوهات هو الوسيط المسيطر هذه الأيام فإننا لا نعيب على القراءة بالطبع، فهي هامة ومفيدة لأقصى حد، ولا نقلل من متعة الاستماع إلى المذياع أو البودكاست، ولكنهما يحتاجان إلى طاقة ذهنية كبيرة مقارنة بمشاهدة الفيديو، وخاصة أن معظم الدراسات تشير إلى أن مستخدم الإنترنت الحالي يستهلك مشاهدة الفيديو أكثر من أي وسيط آخر، ولا خجل من الاعتراف بأن هذا العصر هو عصر الفيديو بدون مبالغة، وأن الغلبة فيه للمحتوى البصري، لا نقول أن بقية الوسائط ليست هامة (نحن لازلنا نقدم المحتوى الخاص بنا في شكل نصوص كما ترى) ولكن دائمًا نجد أن المحتوى البصري هو الأكثر تأثيرًا، خاصة وأنه لا يحتاج لبذل مجهود كبير لاستيعابه أو فهم المعلومات التي يتضمنها.
4- متعدد الاستخدام
يمكن إطلاقه على منصات السوشيال ميديا الخاصة بك، وكذلك في موقعك الإلكتروني، يمكن تقديمه كحافظة أعمال لشركتك ويمكن تضمينه في بروفايل الشركة، كذلك يمكن عرضه في معارضك أو فعالياتك، كما أنه يمكن تقسيمه إلى مقاطع متناهية الصغر قد لا تزيد عن 5 ثوانٍ حسب الحاجة وعرض هذه المقاطع القليلة حسب الحاجة وحسب من سيرى هذا الفيديو، لذلك تأتي أهمية الموشن جرافيك ليصبح من أهم الوسائط البصرية، كما أنه قابل للتدوير والحذف والإضافة عند أي تحديثات، لذلك فإن فيديو الموشن الخاص بك سيكون ذو طبيعية تسويقية واسعة المدى عكس الأعمال الأخرى التي تأخذ فترتها ثم تصبح منتهية الصلاحية.
5- مختصر.. مفيد.. وممتع
يتميز هذا الوسيط عن غيره بأنه قصير بحيث لن تزيد مدته عن 3 دقائق في أغلب الأحيان، رغم ذلك فهو مفيد للتسويق والدعاية، فقد وجدت دراسة أعدت عام 2015 أن مشاهدة 10 ثوانٍ فقط من فيديوهات الموشن قادرة المساهمة في التعريف بالعلامة التجارية، وتعزيز نية الشراء، ولأنه ممتع فإن الكثير من المشاهدين لن يكتفوا بـ10 ثوان فقط، لأنه مفعم كما قلنا بالأعلى بالعواطف الجياشة والرسومات الجذابة التي تم تحريكها بمهارة كبيرة، وبالنسبة لهذه المميزات فهو الأنسب للتسويق هذه الأيام.
يمكنك الآن التواصل مع اوكودا لخدمات التصميم، إذ تمتلك فريق من المبدعين من مصممين وكتاب سيناريوهات موشن، بإمكانهم تصميم فيديو الموشن جرافيك الخاص بك بأفضل طريقة، لا تتردد في الاتصال بنا ودعنا نناقش تصميمك التالي